المقدمة
حينما تُعرض الأفلام والمسلسلات الأجنبية مشاهد عن العرب في التاريخ الإسلامي، نلاحظ تكرار مشهد “الركوع” أمام الملوك والخلفاء.هذا التصوير خلق انطباعًا خاطئًا بأن الركوع كان طقسًا معتادًا بين العرب، وهو تصور بعيد عن الحقيقة.
الحقيقة التاريخية
في الثقافة العربية الأصيلة، سواء قبل الإسلام أو بعده، لم يكن الركوع للبشر مقبولًا ولا مألوفًا.العرب قوم يعتزون بالكرامة وعزة النفس، وكانوا يعتبرون الركوع أو السجود للبشر مهانة لا تليق بالإنسان. بل حتى بعد الإسلام، حُرّم السجود لغير الله، وظل الانحناء الشديد لغيره مكروهًا.
كيف دخل الركوع للعادات الإسلامية المصورة؟
بحسب ما أشار إليه الأستاذ عبد المجيد المُـدرّع، فإن ممارسة الركوع أمام الملوك ترسخت عبر تأثر بعض المسلمين بالعجم الذين أسلموا لاحقًا، خصوصًا في دول كبرى مثل فارس، حيث كان للملوك طقوس تعظيم خاصة تشمل الركوع والانحناء. ومع مرور الزمن، أصبحت هذه المظاهر دخيلة على بعض العادات السلطانية في أطراف العالم الإسلامي.
تأثير الركوع على تصوير العرب في الإعلام
الأفلام والمسلسلات، خاصة الغربية منها، التقطت هذه الصورة المشوهة وعممتها. فأصبح المشاهد يرى العرب دائمًا في وضع ركوع أمام الملوك، مما يغرس فكرة خاطئة عن تاريخهم وشخصيتهم.
“عزة في الدين، وكرامة في النفس، وشموخ لا ينحني إلا لله وحده.”
الخاتمة
التاريخ يجب أن يُنقل بأمانة. لركوع للملوك لم يكن عادة عربية أصيلة، بل هو عادة دخيلة. لذلك حين نروي قصتنا.